pregnancy

شرح مقدمة الجزريه


بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الأول
مقدمة متن الجزرية


يَقُولُ رَاجـِى عَفْوَ رَبٍّ سـَامِعِ     مُحَـمَّدُ بْنُ الْجَزَرِىِّ الشَّافِعِى
الْـحَمْــدُ لِلَّهِ وَصَلَّــى اللَّهُ     عَلَــى نَبِيِّـهِ وَمُصْطَفَــاهُ
مُحَـمَّـدٍ وَآلِـهِ وَصَـحْـبِـهِ     وَمُقْرِئِ الْقُـرْآنِ مَعْ مُحـِبِّهِ
وَبَعْــدُ إِنَّ هَــذِهِ مُـقَدِّمَـهْ     فيماَ عَلَـى قَارِئِهِ أَنْ يَعْلَـمهُ
إذْ وَاجِـبٌ عَلَـيْهِـمُ مُحَتّــمُ     قَبْلَ الشُرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْلـَمُوا
مَخَارِجَ الْحُـرُوفِ وَالـصِّفَاتِ     لِـيَلْفِظُوا بِأَفْصَــحِ اللُغَـاتِ
مُحَررِى التَّجْـوِيدِ وَالمَوَاقِـفِ     وَما الَّذِى رُسِمَ فى المَصاَحِفِ
مِنْ كُلِّ مَقْطُوعِ وَمَوْصـُولِ بِهِا     وَتَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَـبْ بِهَا
(ص)
يَقُولُ رَاجـِى عَفْوَ رَبٍّ سـَامِعِ     مُحَـمَّدُ بْنُ الْجَزَرِىِّ الشَّافِعِى
الْـحَمْــدُ لِلَّهِ وَصَلَّــى اللَّهُ عَلَــى نَبِيِّـهِ وَمُصْطَفَــاهُ
(ش)
بدأ الناظم ـ رحمه الله تعالى ـ برجاء العفو من الله حيث أنه هو العفوُّ . والناظم ـ رضوان الله عليه ـ يعلن إيمانه بربه وبإجابته دعائه فهو يقول : راجى عفو رب سامع ، حيث أنه من أسماء الله تعالى الحسنى أنه هو السميع . وكونه سميعا صفة من صفاته المقدسة إلا أن سمعه تبارك وتعالى يختلف عن سمع المخلوقات حيث أنه سبحانه يسمع بلا واسطة وسمعه لا حد له وأنه يسمع السر وأخفى .
ثم يقول الناظم معرفا نفسه وهو محمد بن الجزرى وبهذه المناسبة نلقى الضوء على مولده وأسمه وموطنه ووفاته . فاسمه هو أحمد بن محمد بن محمد بن على بن يوسف بن الجزرى ، وقد اختار لنفسه فى هذا النظم وفى غيره اسم محمد واسم أبيه وعدل عن اسمه اعترافا منه بفضل أبيه . وعن تاريخ مولده فقد ولد ليلة الجمعة فى عام سبعين وسبعمائة من الهجرة . وعن موطنه فقد ولد فى دمشق وقد حفظ القرآن الكريم وألمَّ بعلوم القرآن كلها وهو ابن عشرين سنة وأجازه مشايخ كثيرون ويرون أنه حضر آخر تلاميذ الإمام البخارى رضى الله عنه . وأما عن تاريخ وفاته فقد روى أنه قُبِضَ فى عام 856هـ وقيل أنه تُوفِّىَ بعد ذلك . أما قوله الشافعى فى آخر البيت ، أى : أنه كان مذهبه شافعياً ، وبعد ذلك حمد الله فهو أهل الحمد والثناء ، وصلى على نبيه ومصطفاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله والآل هم الأتباع سواء أكانوا من العصب او الرحم بخلاف الأهل فإن الأهل كلمة عامة للأتباع وغيرهم وكذلك صلى الناظم على أصحاب النبى الأطهار وعلى مقرئ القرآن ، والمقرئ بخلاف القارئ . حيث أن المقرئ هو المعلم الذى يقرئ غيره ـ فهو من أقرأ ـ أما القارئ فهو القارئ الذى يقرأ ولا يُقرئ وقد أراد الناظم ذلك تصديقا لقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم . خيركم من تعلم القرآن وعلمه ـ كذلك صلى الناظم على محب القرآن والصلاة هنا من الله تبارك وتعالى حيث إن الصلاة من الله مغفرة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء .
(ص)
وَبَعْــدُ إِنَّ هَــذِهِ مُـقَدِّمَـهْ     فيماَ عَلَـى قَارِئِهِ أَنْ يَعْلَـمهُ
إذْ وَاجِـبٌ عَلَـيْهِـمُ مُحَتّــمُ     قَبْلَ الشُرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْلـَمُوا
مَخَارِجَ الْحُـرُوفِ وَالـصِّفَاتِ     لِـيَلْفِظُوا بِأَفْصَــحِ اللُغَـاتِ
مُحَررِى التَّجْـوِيدِ وَالمَوَاقِـفِ     وَما الَّذِى رُسِمَ فى المَصـاَحِفِ
مِنْ كُلِّ مَقْطُوعِ وَمَوْصـُولِ بِهِا     وَتَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَـبْ بِـهَا
(ش)
فى هذه الأبيات بين الناظم ما يتضمنه هذا النظم الكريم ، وأن من واجب القارئ قبل أن يشرع فى قراءة القرآن أن يتعلم مخارج الحروف وصفاتها ، لينطق الكلمة والحرف نطقا فصيحا سليما ، ويتعلم أيضا ما يجب من تبيان الحروف ، والوقف ، والابتداء ومرسوم الخط ، من المقطوع والموصول ، وما رسم بتاءالتأنيث وهى ما يسمونه بالتاء المفتوحة أو المجرورة وما رسم بهاء التأنيث وهى التاء المربوطة وكل هذا سوف يتبين فى حينه إن شاء الله .

شكرا لتعليقك