pregnancy

مخارج الحروف


السلام عليكم ورحمة الله ، أما بعد ، اليوم نتحدث ونكمل دروس التجويد ، ومع مخارج الحروف ، سوف نعرض قول الناظم ونتبعه بالشرح ، ان شاء الله ، تابعوا معنا




الدرس الثانى
فى مخارج الحروف
( ص)
مَخَارِجُ الحُروفِ سَبْعَةَ عَشَرْ     عَلَى الْذِى يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ
فَأَلِفُ الجَوُفِ وأُخْتَاهَا وَهى     حُرُوفُ مَدٍّ للْـهَوَاءِ تَنْتَهـى
ثُمَّ لأَقْصَى الحَلْقِ هَمْزٌ هَاءُ     ثُمَّ لِـوَسْطِـهِ فَعَـيْنٌ حَـاءُ
أَدْنَـاهُ غَيْنٌ خَاؤُهَا والْقَـافُ     أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ ثُمَّ الْكَافُ
أَسْفَلُ وَالوَسْطُ فَجِيمُ الشِّينُ يـَا     وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ إِذْ وَلِيَــا
اَلأضْرَاسَ مِنْ أَيْسَرَ أَوْ يُمْنَاهَا     وَالـلاَّمُ أَدْنـَاهَا لمُنْتَهَاهــَا
وَالنُّونُ مِنْ طَرَفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا     وَالرَّا يُدَانِيهِ لِظَهْرٍ أَدْخــَلُوا
وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنْـهُ وَمِنْ     عُلْيَا الثَّنَايَا والصفَّيرُ مُسْتـَكِنْ
مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلَـى     وَالظـَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلْعُلْيــَا
مِنْ طَرَفَيْهِما وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ     فَالْفَا مَعَ اطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ
للشَّـفَتَيْنِ الْـوَاوُ بَـاءٌ مِيـمُ     وَغُنَّـةٌ مَخْرَجُهـَا الخَيْشـُومُ
( ص)
مَخَارِجُ الحُروفِ سَبْعَةَ عَشَرْ     عَلَى الْذِى يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ
(ش)
إن الحرف متى ينطق به ، لابد وأن يتكون من شيئين لا غنى له عنهما ، وهما المخرج والصفة .والمخرج بمنزلة الكم ـ أى المكان الذى يخرج منه الحرف ـ وأما الصفة فهى كيف ـ أى أنها تميز الحرف عن غيره وخصوصا وأن هناك مخارج يخرج منها أكثر من حرف كما سيأتى إن شاء الله تعالى .
فالمخرج بالنسبة للحرف كالأبين الذين ينجبان أبناء وهؤلاء الأبناء هما من أصل واحد لكننا نميز بعض الأبناء عن بعض وهم أخوة بصفاتهم وطبائعهم وهذا هو عمل الصفة ودرسنا الذى نتحدث عنه الآن هو مخارج الحروف ـ والمخارج جمع مخرج .
تعريف المخرج:
والمخرج فى اللغة هو اسم لمحل الخروج كالنافذة والباب وكل ما يصلح أن يخرج منه شئ كالسبيلين مثلا فى الإنسان وهذا يسمى مخرجا عند اللغوين .
وأما المخرج فى عرف أهل التجويد : هو المكان أوالحيز المولد للحرف بتأثير قدرة الله تعالى وتيسيره .
ونقول بتأثير قدرة الله تعالى وتيسيره لأن كل شئ مرده إلى الله تعالى ـ فلا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك إلا بإرادته سبحانه وتعالى .
فمثلا الإنسان الأبكم تراه مجهزا بالأعضاء التى تخرج الحروف ، فهو فيه جوف ، وحلق ، ولسان ، وأسنان ، وشفه ، وخيشوم ، ومع ذلك لا يستطيع الكلام .. لماذا ؟
لأن الله حكم عليه هكذا ولا معقب لحكمه ، حتى يصبر هو على حكم الله فيكون له أجر وحتى يكون آية للناس فيزداد إيمانهم بالحق وحتى لا يرجعوا الأمور أسبابها بل يردوها إلى مسببها وهو الله (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) الذاريات 55 .
عدد مخارج الحروف:
وقد اختلف علماء النحو فى عدد خارج الحروف الخاصة " فقال الخليل بن أحمد " إن المخارج سبعة عشر ، وقال به "الجزرى " وهو الأصح ، وهذا معنى قوله مخارج الحروف سبعة عشر ، وسبعة عشر مبنى على فتح الجزئين فى محل رفع خبر . إلا أن "سيبويه " وموافقيه رأوْا أن المخارج ستة عشر ، وبه قال "الشاطبى" بإسقاط مخرج الجوف ، وإلحاق ألفه بالهمزه التى تخرج من أقصى الحلق ، وياءه بالياء التى تخرج من وسط اللسان ، وواوه بالواو التى تخرج من الشفتين .
وهناك رأى ثالث للإمام "الفراء" وموافقيه ، أن عدد المخارج الخاصة أربعة عشر حيث أسقط مخرج الجزف كما رأى الإمام "سيبويه" وأسقط مخرجى اللام والراء على أنهما يلحقان بمخرج النون .
وبتفحص هذه الآراء الثلاثة نجد أمرين :
الأمر الأول :
أن رأى الخليل وهو رأى الجمهور مبنى على الحقيقة ، وأما رأى سيبويه والفراء فإنهما مبنيان على التقريب ، ولا شك أن الحقيقة أقوى من التقريب ، دون طعن فى أحد الرأيين ، عملا بقول الله تعالى : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا)البقرة 148.
وعملا بقول النبى صلى الله عليه وسلم : " من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطاء فله أجر " ولا شك أن أحكام التجويد هذه ، أقصد من حيث العلم مثبته على الاجتهاد لأن التجويد العملى لا اجتهاد فيه حيث أن القرآن نزل من عند الله مجودا تحقيقا لقول الله تعالى ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) المزمل 4 وقوله عزوجل ( وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)الفرقان: من الآية32
الأمر الثانى :
والذى يتعلق بهذه الأراء الثلاثة ، وهو أن الرأى الأول قوى لأنه مبنى على الحقيقة وهو رأى الجمهور كما ذكرنا والرأى الثانى ضعيف ، والرأى الثالث أضعف .
طريقة معرفة مخارج الحروف وصفاتها :
إنك تنطق بالحرف ساكنا أو مشدداً فحيث ينقطع الصوت فهذا هو المخرج .
وتنقسم المخارج إلى قسمين : مخارج عامة ـ ومخارج خاصة .
المخارج العامة :-
فأما المخارج العامة فخمسة : الجوف ـ الحلق ـ اللسان ـ الشفتان ـ الخيشوم .
وهى تنقسم إلى قسمين : مخارج مقدرة ومخارج محققة .
المخارج المقدرة :-
فاثنان : الجوف ، الخيشوم
ومعنى أنها مقدرة ، أى : أن الألف الجوفيه مثلاً أو الواو أو الياء لا تنحصر فى مكان الجوف ، مثل الهمزة مثلا من الحلق ، وكذلك الغنة من الخيشوم فإنها تملأ الخيشوم كله بحيث لا جزئية فيه .
وأما المخارج الثلاثة الباقية وهى : الحلق واللسان والشفتان وما فى هذه المخارج من مخارج خاصة فإنها جميعا محققه لأنها لها مخارج خاصه ، لأنك تستطيع أن تحدد مكان الحرف تماما عند النطق به ـ وأن هذه المخارج لها جزئيات من أقصى ووسط وأدنى . وكون هذه المخارج عامة يعنى أنها تحتوى على المخارج الخاصة التى تخرج منها الحروف الهجائية كما سيأتى .
فإذا نظرت إلى الحروف الهجائية وجدت أنها ثمانية وعشرون حرفا .
منها ستة أحرف تخرج من الحلق وهى :
الهمزة ، الهاء ، العين ، الحاء ، الغين ، الخاء .
وأربعة حروف تخرج من الشفة وهى : الفاء ، الواو ، الباء ، الميم .
وثمانية عشر حرفا وهى الأحرف الباقية تخرج من مخارج اللسان .

ونكتفى بهذا القدر ونكمل درس المخارج وشرح كل مخرج فى الدرس القادم باذن الله ، شكرا لكم 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لتعليقك